كيف يكون التوسل بدعاء الرجل الصالح، هل يدعو ويؤمَّن على دعائه أم يدعو لوحده في مثل الاستسقاء؟
الجواب
الصورتان وغيرهما جائزة بشرط ألا تكون من باب التوسل بذاته.
إذاً: التوسل بدعاء الرجل الصالح إما أن يدعو وهو غائب، كأن تقول له: إذا وصلت مكة فادع الله لي، أو يدعو وأنت حاضر دعوة خاصة لك فتؤمّن على دعائه، أو يدعو في مناسبة أو زمان أو مكان معيّن، فسواء أمّنت على دعائه وطلبت الله عز وجل أن يستجيب دعاءه أو لم تطلب، أو يكون في صورة الاستغاثة والاستسقاء أن يدعو ويؤمّن المصلون على دعائه، أو يدعو وحده ولو لم يؤمنوا، بأن يُحضر الرجل الصالح إلى مكان الاستسقاء من أجل أن يدعو سواء أمّن الناس على دعائه أو لم يؤمنوا كل هذه صور صحيحة، بشرط أن يكون حياً قادراً ويدعو هو بنفسه.
وقد كان من الناس من يتقصد الصالحين ويخرجهم إلى الصحراء، ويطلب منهم الدعاء، بل حدثت صور صحيحة من بعض الناس، فكان يذهب ببعض الصبيان والأبرياء من الذنوب إلى مكان في الصحراء فيجمعهم ويطعمهم ويفرحهم ثم يطلب دعاءهم، وأُغيث الناس بهذه الطريقة.
وحدثت صور كثيرة في نجد، وهي معروفة لا يزال أكثر الناس يتحدثون عنها، وأهل العلم يرضونها، حيث يجمع الرجل الصالح أو المرأة الصالحة الصبيان ويهدون لهم هدايا ويعدونهم بوعد طيب من أجل أن تنفتح هممهم وصدورهم للدعاء، فيدعون الله عز وجل بأن يسقيهم، وليس عليهم ذنوب، ويدعون ببراءة.
فأقول: هذه صور تتعدد، وهي أن يُطلب الدعاء ممن يتوسم فيهم الصلاح أو ممن يتوسم أن الله يجيبهم، فيدعون بصورة جماعية أو فردية، بالاستسقاء أو بغير الاستسقاء كل هذه صور صحيحة، لكن لا تكون مما يُكثر بحيث يعتمد الناس عليه كما تفعل بعض الفرق الآن، بحيث يلقنون أتباعهم طلب الدعاء من الآخرين في كل حال وفي كل مكان وفي كل مناسبة، حتى يكاد أحدهم أن يتّكل على طلب الدعاء من الآخرين، وينسى أن يدعو الله عز وجل فهذه تزيد عن الحد المشروع، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.