كثيراً ما يذكر شيخ الإسلام المتفلسفة والمتصوفة، فما الفرق بين المتفلسفة والمتصوفة؟
الجواب
المتفلسفة والمتصوفة بينهم وجوه اتفاق ووجوه اختلاف، فأهم وجوه الاختلاف أن المتصوفة أصحاب النزعة التعبدية وتكثر عندهم بدع العبادات، وأكثر مسالكهم تتعلق بالأوراد وبالأحوال القلبية التي يبالغون بها، وتتعلق بالطرق والشيوخ والمريدين وبعض العقائد الباطنية الوهمية.
أما المتفلسفة فأغلبهم من الذين ليس عندهم تدين إنما عندهم أفكار، حيث تسرح خيالاتهم في قضايا الاعتقادات والغيبيات فيحكمون العقل والآراء في قضايا الغيب، وأغلب الفلاسفة القدامى على هذا المنهج.
وهناك طائفة تجمع بين الأمرين، وهم الصوفية الفلاسفة، والفلاسفة الصوفية يعني: الفلاسفة الذين سلكوا مسلك التصوف عندهم النزعتان: نزعة الإغراق في الخيالات الفكرية والأوهام، ونزعة الإغراق في البدع والأحوال القلبية والبدع العملية، وكذلك بعض المتصوفة عندهم نفس بدع الصوفية وعندهم نزعة فلسفية، فمثلاً ابن عربي وابن الفارض والسهروردي المقتول وابن سيناء عندهم نزعة التفلسف والتصوف، وهناك فلاسفة خلص مثل الفارابي وابن رشد، وهؤلاء الفلاسفة الخلص ما عندهم نزعة تصوف إلا قليل جداً.