الأصل أن الإقسام على الله سوء أدب معه عز وجل؛ لأنه جرأة من العبد على ربه لا تليق في كل مقام، لكنها قد تحدث في مواقف مخصوصة أو لأناس مخصوصين، من هم هؤلاء المخصوصون؟ هم ناس من عباد الله عز وجل آتاهم الله خصالاً وخصائص في العبادة والورع وسلامة القلب، ترتقي ثقتهم بالله عز وجل إلى درجة أنهم يقسمون على الله، وهذه غالباً تكون من أناس فيهم طيبة قلب مع الاستقامة والعبادة، فقد لا يستشعرون معنى كون الإقسام على الله عز وجل لا يليق، فقوة ثقتهم بالله عز وجل واستقامتهم على دينه، وقوة وتوكلهم عليه سبحانه ويقينهم به وإحسانهم في العبادة، تجعلهم يقسمون على الله من باب الثقة المطلقة بالله عز وجل، والذهول عن أن الإقسام على الله فيه جرأة لا تليق بالمسلم.
ولذلك أكثر ما يكون الإقسام من بعض العوام أو بعض البسطاء الذين فيهم عبادة وصلاح واستقامة، وتتوفر فيهم خصال العبادة والولاية لله عز وجل.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وأما الذين يقسمون على الله فيبر قسمهم فإنهم ناس مخصوصون، فالسؤال كقول السائل لله: أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام].