للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن نُقل عنه أنه أدعى الربوبية، فهو يعلم حقارة نفسه، وضعفه في ذاته وصفاته، وميله إلى من يُقيم له حاجاته، ويُؤمن له رغباته، وهذا يُبين حقيقة مدعيي الربوبية؛ ففرعون الذي أدَّعى الربوبية، وتلَبَّس بالألوهية، كان يعبد بقرة، فقد نقل السمعاني في تفسيره عن سليمان التيمي (١)، أن فرعون كان يعبد البقر، ونقل عن السُّدي (٢): أنه اتخذ أصناماً، وقال لقومه: هذه آلهتكم، وإنا إله الآلهة، ونقل عن الحسن: أن فرعون كان قد عَلَّق صليباً على عنقه، كان يعبده. (٣)

وقد ظهرت مواطن الضعف والهزيمة في حياة فرعون، حكاها القرآن، وبيَّنها أكبر بيان؛ لتكون رداً مفحماً لكل من تجاسر على خصائص الرب، وتعالى على الإله. فأظهرت هذه المواطن شدة الضعف، والرهبة والخوف، التي تنافي دعوى الربوبية، فدَلَّت على عدم استحقاقه لما زعم.


(١) ((سليمان التيمي: الإمام شيخ الإسلام، ثقة، من خيار أهل البصرة، كان من العباد المجتهدين، كثير الحديث، م الحفاظ، توفي بالبصرة سنة ١٤٣ هـ. الذهبي: سير أعلام النبلاء، دار الحديث، القاهرة، ١٤٢٧ هـ (٦/ ٣٢٣)
(٢) ((السُّدي: إسماعيل بن عبدالرحمن، تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة، صاحب التفسير والمغازي والسير، توفي سنة ١٢٨ هـ. الزركلي: الأعلام: ١/ ٣١٧.
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٠٦

<<  <   >  >>