للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أشار صاحب الملل والنِّحل إلى ديانات العرب، فقال: " ومن العرب من كان يميل إلى اليهودية، ومنهم من كان يميل إلى النصرانية، ومنهم من كان يصبو إلى الصابئة، ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات، حتى لا يتحرك ولا يسكن، ولا يسافر، ولا يقيم، إلا بنوء من الأنواء، ويقول: مطرنا بنوء كذا. ومنهم من كان يصبوا إلى الملائكة، بل كانوا يعبدون الجن , ويعتقدون فيهم أنهم بنات الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ". (١)

وذكر الإمام السمعاني عن المشركين، أنهم كانوا يقولون: اللات والعزى بنات الله. (٢)

وكذا ذكر الإمام الطبري في تفسيره فقال: " سمَّى المشركون أوثانهم بأسماء الله تعالى ذكره، وتقدست أسماؤه، فقالوا: من الله اللات، ومن العزيز العُزى، وزعموا أنهم بنات الله، تعالى الله عما يقولون وافتروا ". (٣)

وقد أنكر الله جل وعلا عليهم هذا الافتراء، فقال سبحانه وتعالى منكراً عليهم: "أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (٤٠) " (الإسراء ٤٠): أي: قولاً فظيعاً كبيراً. (٤)

وقال سبحانه جل في علاه: " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ " (الزمر ٣٢): قال مجاهد وقتادة: كذبهم على الله: زعم اليهود أن عزيراً ابن الله، وزعم النصارى أن المسيح ابن الله. وقال السدي: هو الشرك، وزعم قريش أن الملائكة بنات الله. (٥)


(١) ((الشهرستاني: الملل والنِّحل: ٣/ ٨٢
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٣٠٢
(٣) ((الطبري: جامع البيان: ٢٢/ ٥٢٢
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٤٣
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٤٦٩

<<  <   >  >>