للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سبحانه وتعالى: " وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْ‍ئَلُونَ (١٩) " (الزخرف ١٩)، قال السمعاني: " سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ " يعنى: أنهم يجازون بشهادتهم الكاذبة، ويسألون عن شهادتهم يوم القيامة " (١)، وأتبعه جل وعلا بالإنكار الشديد، فقال: " وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٢٠) " (الزخرف ٢٠): قال السمعاني: " أي: مالهم بقولهم: إن الملائكة بنات الله من علم، إن هم إلا يخرصون ". (٢)

وكذا رد الله تعالى عليهم قولهم الآثم فقال سبحانه: " أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى (٢١) " (النجم ٢١): يقول السمعاني: " وهذا على طريق الإنكار عليهم؛ لأنهم كانوا يقولون: هذه الأصنام على صور الملائكة، والملائكة بنات الله، وهذا قول بعضهم ". (٣)

وأنكر الله جل وعلا على كل الخراصين الأفاكين، فقال: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤) " (الصمد ١ - ٤): يقول السمعاني: قوله: " لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ": نفي لقول اليهود والنصارى: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله، ونفي لقول المشركين: أن الملائكة بنات الله. وقوله " وَلَمْ يُولَدْ ": فيه نفي لقول النصارى: إن مريم ـ عليها السلام ـ ولدت إلهاً، وهو المسيح " (٤)

وأما نسبة الولد إلى الله تعالى، فقد تتبعها القرآن وفنَّدها، وبين عوارها، وكذب قائليها، وافتراءهم على الله تعالى، ورد عليهم بالدلائل العقلية والنقلية، ومن الردود القرآنية على هذه الفرية، ما يلي:


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٩٦
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٩٦
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٩٥
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٣٠٤

<<  <   >  >>