للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ ـ قال جل وعلا: " قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١) " (الزخرف ٨١): وقد ذكر الإمام السمعاني في توجيه هذه الآية أربعة أقوال:

الأول: هو قول مجاهد: ومعناه: قل إن كان للرحمن ولد على زعمكم، فأنا أول العابدين، أنه إله لا ولد له، ولا شريك له، وأن ما قلتموه باطل وكذب. قال السمعاني: " وهذا أحسن الأقاويل ". (١)

الثاني: أن " إن " هاهنا بمعنى " ما "، ومعناه: قل ما كان للرحمن ولد، وتم الكلام، ثم قال: فأنا أول العابدين. قال: " وأهل النحو يستبعدون هذا ". (٢)

الثالث: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، أي: الآنفين.

الرابع: أن هذا على النفي من الجانبين بمعنى: إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، وليس له ولد، ولا أنا أول عابد. (٣)

وبذا فنَّد الإمام السمعاني كل ما يمكن أن يتعلق به متعلق، فالآية بكل توجهاتها رد لمثل هذا القول الشنيع. (٤)

٢ ـ قال سبحانه وتعالى: " مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٣٥) " (مريم ٣٥): يقول الإمام السمعاني: " معناه: ما يصلح لله، وما ينبغي أن يتخذ من ولد. فإن قيل: هلا قال ولداً؟ قلنا: قال من ولد للمبالغة؛ فإن الرجل قد يقول: ما اتخذ فلان فرساً، يريد العدد، وإن كان قد اتخذ واحداً، فإذا قال: ما اتخذ فلان من فرس، يكون ذلك نفياً للواحد والعدد. وقد بيَّنا أن الولد يكون من جنس الوالد، والله لا جنس له ". (٥)


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣١٦
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١١٨
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١١٩
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٩٥
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٩١

<<  <   >  >>