للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ حركة الريح، وأنه هواء متحرك، وكونه متحركاً ليس لذاته، ولا للوازم ذاته، وإلا لدامت الحركة بدوام ذاته، فلا بُدَّ وأن يكون لتحريك الفاعل المختار، وهو الله جل جلاله (١)

ـ الاستدلال بوجود الجبال، على وجود الصانع القدير الحكيم، وذلك: أن طبيعة الأرض طبيعة واحدة، فحصول الجبل في بعض جوانبها دون البعض، لا بُدَّ وأن يكون بتخليق القادر الحكيم. (٢)

ـ الاستدلال بالنبات، وأفاض في ذكر دلالته على المدبِّر الحكيم جل في علاه. (٣)

ـ الاستدلال بالبرق، والسحاب، والرعد، والصواعق، على تخصيص الفاعل المختار، دون العلة والطبيعة. (٤)

ـ الاستدلال بتعاقب الليل والنهار على الدوام، فإن كل منهما مضاد للآخر، مغاير له، مع كونهما متعاقبين على الدوام، من أقوى الدلائل على أنهما غير موجودين لذاتهما، بل لا بُدَّ لهما من فاعل يدبرهما، ويقدرهما بالمقادير المخصوصة. (٥)

ومن جميل ما استدل به الإمام الرازي، على كمال قدرة الله وحكمته، ورد به على القائلين بالطبع: " وأعلم أن في ذكر الطَّري مزيد فائدة، وذلك لأنه لو كان السمك كله مالحاً، لما عُرف به من قدرة الله تعالى ما يُعرف بالطري، فإنه مما خرج من البحر الزعاق، الحيوان الذي لحمه في غاية العذوبة، عُلِمَ أنه إنما حدث لا بحسب الطبيعة، بل بقدرة الله وحكمته، حيث أظهر الضد من الضد ". (٦)

وبهذا البيان الناصع، المستقى من النصوص، والمُؤيد بالعقول السليمة والفِطر المستقيمة، يأتي السمعاني على بُنيان القوم، فينقضه حجرا حجرا؛ لأنه في أصله ضعيف متهالك.


(١) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ١٤/ ٢٨٨
(٢) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ١٩/ ٦
(٣) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ١٩/ ٦ - ٧ - ٨
(٤) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ١٩/ ٢١ - ٢٣
(٥) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ٢٠/ ٣٠٦
(٦) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ٢٠/ ١٨٨

<<  <   >  >>