للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-" ... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (٧٩) " (الأنبياء ٧٩).

-" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ

قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (٤١) (النور ٤٢).

-" وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (٦) " (الرحمن ٦).

-" يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (الجمعة ١١).

اختلف العلماء في مقتضى ماتتضمنه هذه الآيات وغيرها، التي تفيد سجود الحيوان والموات، وتسبيحه، ونطقه، إلى أقوال:

القول الأول: أن التسبيح حقيقة، وكل شيء يُسبح تسبيحاً لا يسمعه البشر ولا يفقهه، وهذا قول إبراهيم النخعي، وعكرمة، ومجاهد، ورجحه الزجاج (١)، والقرطبي (٢)، ونصره الإمام السمعاني في تفسيره (٣)، وهو مروي عن علي وابن عباس رضي الله عنهما، واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

١ - (عن ابن عمر -رضي الله عنهما-كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه)، وفي رواية: (فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العِشار، حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليها فسكنت) (٤).

يقول الإمام القرطبي: "وإذا ثبت ذلك في جماد واحد، جاز في جميع الجمادات، ولا استحالة في شيء من ذلك" (٥)

٢ - عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وإني لأعرف حجرا بمكة، كان يسلم عليَّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن) (٦).


(١) ((الزجاج: معاني القرآن:٣/ ٤١٨ - ٥/ ٤٧
(٢) ((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:١٠/ ٢٦٨
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٢٤٤
(٤) ((أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام: ح (٣٥٨٣ - ٣٥٨٥)
(٥) ((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:١٠/ ٢٦٨
(٦) ((أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ح (٢٢٧٧)

<<  <   >  >>