للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ ـ وفسَّر الأمر بها، لخاصة المؤمنين، كما في قوله تعالى: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) " (الحج ٧٧)، يقول: "وأعبدوا ربكم ": أي وحدوا ربكم " (١).

٦ ـ وأشار إلى أن هذا النوع من التوحيد، هو الغاية الذي بعث الله تعالى لأجله الرسل، فقال: " وقوله: " أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (٣) " (نوح ٣)، وهذا هو الذي بعث الله لأجله الرسل، فإن الله تعالى ما بعث رسولاً إلا ليعبدوه، ويتقوه، ويطيعوا رسوله " (٢)، وفي هذا يقول الإمام ابن تيمية: " وليس المراد بالإله، هو القادر على الاختراع، كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين، حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره، فقد شهد أنه لا إله إلى هو، فإن المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون ... بل الإله الحق هو الذي يُستحق أن يُعبد، فهو إله بمعنى مألوه، لا إله بمعنى آلِه. والتوحيد: أن يُعبد الله وحده لاشريك له، والإشراك أن يجعل مع الله إلهاً آخر" (٣).

ولا يكون التوحيد إلا مع الإخلاص، كما قال جلَّ وعلا: " فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (١٤) " (غافر ١٤)، يقول السمعاني: "أي مخلصين له التوحيد، ومعناه: وحدوا الله، ولا تُشركوا به شيئاً " (٤)

٧ ـ وقد ذكر الإمام السمعاني، أن كلمة التوحيد، فيها ثناء بالغ، فقال: " قوله تعالى:" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ "، ذكره مبالغة في الثناء، وهو مثل قولهم: لا كريم إلا فلان، أبلغ من قولهم: فلان كريم " (٥).


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٥٧
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٥٣
(٣) ((ابن تيمية: التدمرية: مكتبة العبيكان، الرياض، ط ٦، ١٤٢١ هـ، (١٨٥)
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٠
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٥٧

<<  <   >  >>