للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ـ وقيل: معنى الآيتين خاص، وإن كان لفظهما عاماً، تقديرهما: أُجيب دعوة الداعي إن شئت، وأُجيب دعوة الداعي إن وافق القضاء، أو أجيبه إن كانت الإجابة خيراً له، أو أجيبه إن لم يسأل محالاً.

٣ ـ وقيل: هو عام، ومعنى قوله: أُجيب، أي: أسمع.

٤ ـ وقيل: إن معنى الآية: أنه لا يخيب من دعاه، فإن قُدِّر له ما سأل أعطاه، وإن لم يقدر له، ادخر له الثواب في الآخرة، أو كف عنه به سوءاً في الدنيا.

٥ ـ وقيل: إن الله تعالى يُجيب دعاء المؤمن في الوقت، ويُؤخر إعطاء من يُحب مراده؛ ليدعوه فيسمع صوته، ويعجل إعطاء من لا يُحبه؛ لأنه يبغض صوته.

٦ ـ وقيل: إن للدعاء آداباً وشرائط، وهي أسباب الإجابة، فمن أستكملها، كان من أهل الإجابة، ومن أخلَّ بها فهو من أهل الاعتداء في الدعاء، فلا يستحق الإجابة.

وقد ذكر الإمام السمعاني في تفسيره ثلاثة أجوبة (١):

١ ـ تعليقه بالمشيئة؛ يعني: تعليق إجابة الدعاء بالمشيئة.

٢ ـ بمعنى السماع؛ أراد بالإجابة السماع، أي أسمع دعوة الداعي.

٣ ـ هو على حقيقته، وهو الوجه الرابع الذي ذكرناه، أي أنه لا يخيب من دعاه، فإنه إذا دعاه بما قُدر له أعطى، وإن دعاه بما لم يُقدر له، يُدخر له الثواب في الآخرة، فلا يخيب دعاءه.


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٨٥ - ٢/ ١٠٣

<<  <   >  >>