للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وفي قوله تعالى:" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" (الأعلى ١٥)، يقول:"ويُقال: الذكر هو التكبير" (١)، وقد أفاض السمعاني في ذكر معاني هذه الأذكار، وبعض أحكامها، نُشير إلى بعضها إشارة:

أ ـ التسبيح: التسبيح عبادة أهل السماوات والأرض (٢)، وهي كلمة تنزيه وتبرئة الرب عن السوء، والتنزيه: ألا يُوصف الرب بوصف لا يليق به.

وقد عَرَّف السمعاني التسبيح بتعاريف متعددة، متقاربة، يجمعها معنى واحد، وهو الثناء على الله، وتعظيمه على وجه ينفي عنه كل سوء، فقال عن التسبيح:

ـ " الثناء على الله بالتبرئة، والتنزيه من العيوب ". (٣)

ـ " تعاظم بالأوصاف الحميدة عما يصفه به المشركون ". (٤)

ـ " تنزيه الرب عن كل ما لا يليق ". (٥)

ـ " تعظيم له، على وجه ينفي عنه كل سوء ". (٦)

وفي قوله تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) " (الأعلى ١)، يقول السمعاني:" " سَبِّحِ ": عظِّم ربك الأعلى، وقيل: نزه، وتنزيه الله ـ عز أسمه ـ الَّا يوصف بوصف لا يليق به ". (٧)

وهذا ما عليه علماء اللغة والشرع في معنى التسبيح:

يقول ابن الأنباري: " معنى سبحانك: تنزيها لك ربنا من الأولاد، والصاحبة، والشركاء، أي: نزهناك ". (٨)

ويقول الإمام الخطابي: " فأما اشتقاقاته من اللغة، فمن قولك: سبحت الله، أي: نزهته من كل عيب، وبرأته من كل آفة نقص ". (٩)


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن:٦/ ٢١٠
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٤٣٠
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٥٦
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٥٨
(٥) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٣٠
(٦) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٣٨
(٧) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٠٦
(٨) ((ابن الأنباري: الزاهر: ١/ ٤٩
(٩) ((الخطابي: غريب الحديث، دار الفكر، ١٤٠٢ هـ، (١/ ٦٨٥)

<<  <   >  >>