للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقص الله تعالى ماجرى لنبيه وخليله إبراهيم - عليه السلام - في دعوة قومه، ومحاربته للوثنية وعبادة الأصنام، وذكر الرب جل وعز حكاية إبراهيم وشهادته له وشهادته باستحقاق العبودية لله وحده دونما سواه، قال تعالى:" قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ" (الأنبياء ٥٥ - ٥٦)، يقول السمعاني: وقوله:" وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ"أي: على أنه الإله الذي لايستحق العبادة غيره، وأن الأصنام ليست بآلهة " (١)، ونقل السمعاني عن بعض المفسرين أن معنى اسم الله المؤمن أنه شهد لنفسه بالوحدانية (٢).

٢/ وقوله تعالى:" وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الأعراف ٥٤)، يقول السمعاني: " أي تعالى بالوحدانية " (٣).

٣/ ولما حكى الله جل وعلا، ما اختلق المشركون له من البنين والبنات، نزه الرب بعدها نفسه، وأكد ذلك بنعت الوحدانية في الذات والصفات والأفعال، واستحقاق العبادة وحده دونما سواه، فقال جلّ شأنه:" ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ" (الأنعام ١٠٢)، ويقول السمعاني: " وأكد ماسبق ذكره من نعوت الوحدانية،" فاعبدوه" أي: فأطيعوه " (٤).

٤/وأكد الله جل وعز: معنى الوحدانية والأحدية وعدم جواز الشركة في استحقاق العبودية، في أكثر من مقام، فيقول جل وعلا:" وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ" (البقرة ١٦٣)، يقول السمعاني: " وحقيقة الواحد: هو المنفرد الذي لانظير له ولاشريك " (٥).


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٨٦.
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ٤٠٩.
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ١٨٩.
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ١٣٢.
(٥) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ١٦١.

<<  <   >  >>