للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - أما دولة بني بويه التي امتدت من عام ٣٣٤ هـ، إلى عام ٤٤٧ هـ، ودخلت بلاد المسلمين في بغداد، فأفسدت البلاد والعباد، وشرعت نظام الإقطاع، وأظهرت ألوانا من النزاع العنصري بين الأجناد من الديلم والترك، ونشرت المذهب الرافضي، ودخلت في حروب، ولم يزل الأمر مستمرا على ذلك، إلى أن ظهر أمر السلطان ركن الدولة والدين طغرلبك محمد بن ميكال بن سلجوق، وقويت شوكة الترك، وانخفضت الدولة البويهية، واضمحلت وانقرضت (١).

وقد نمت الرافضة في أكناف هذه الدولة وترعرت؛ لأن " المشهور عن بني بويه التشيع والرفض" (٢)، وقد مشى البويهيون على خُطى الفاطميين، يقول الإمام ابن كثير: " وقد أسرف الرافضة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها " (٣)، ويشير إلى أحداث سبع وأربعين وثلثمائة فيقول: " وقد رجع معز الدولة إلى بغداد بعد انعقاد الصلح، وقد امتلأت البلاد رفضا وسبا للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين، وكل ملوك البلاد، مصرا، وشاما، وعراقا، وخراسان، وغير ذلك من البلاد كانوا رفضا، وكذلك الحجاز وغيره، وغالب بلاد المغرب، فكثر السب والتكفير منهم للصحابة " (٤).

وهنا قيّض الله تعالى طغرلبك، فأزال ملك بني بويه، يقول ابن تغري بردي: "وانقرضت دولة بني بويه من بغداد، بسلطنة طغرلبك السلجوقي" (٥).


(١) ينظر: ابن القلانسي: تأريخ دمشق، دار حسان للطباعة - دمشق، ط ١ - ١٤٠٣ هـ (٤٤٢).
(٢) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب - مصر (٣/ ٣٠٨)، وينظر: الموسوعة الميسرة في التأريخ الإسلامي، إعداد فريق البحوث والدراسات الإسلامية، فِدا، مكتبة خوارزم - القاهرة، (١/ ٢٧٣).
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية: (٨/ ٢٢٠)
(٤) ابن كثير: البداية والنهاية: (١١/ ٢٦٤).
(٥) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة: (٥/ ٦٧ - ٧٣)، وابن تغري بردي: هو يوسف الحنفي، مؤرخ، بحاثة، من مصنفاته: المنهل الصافي المستوفي بعد الوافي. الزركلي: الأعلام: (٨/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>