للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي العام الذي يلي سقوط دولة بني بويه، " اُلزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، واُمر أن يُنادي مؤذنهم في أذان الصبح وبعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين، وأُزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة، وذلك أن نوء الرافضة اضمحل؛ لأن بني بويه كانوا حكاما، وكانوا يقوونهم وينصرونهم، فزالوا وبادوا، وذهبت دولتهم، وجاء بعدهم قوم آخرون من الأتراك السلجوقية، الذين يحبون أهل السنة ويوالونهم، ويرفعون قدرهم، والله المحمود أبدا، على طول المدى " (١).

٢ - وأما الدولة الغزنوية (٢): فكانت في عهد محمود بن سبكتكين في ولاء تام للخلافة، وكانت على مذهب أهل السنة والجماعة، وكانت موئلا للعلماء (٣).

" ومع أوائل القرن الخامس الهجري بدأ الغزنويون فتح كابل وبلاد الأفغان، والامتداد إلى شبه القارة الهندية. ويذكر المؤرخون أنه هو الفاتح الحقيقي الشامل لشبه القارة الهندية، وأنه كان من أعاظم سلاطين المسلمين، وقد امتدت سلطنته من بهار في شرق الهند، إلى فارس، وفي أواخر القرن السادس الهجري سقطت دولة الغزنويين" (٤).


(١) ابن كثير: البداية والنهاية: (١٢/ ٨٦).
(٢) الدولة الغزنوية: غزنة مدينة عظيمة، وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي مدينة عامرة، تُعرف بأفغانستان الحالية، وكانت منزل محمود بن سبكتكين إلى أن انقرضوا. وهي بلاد مخصوصة بصحة الهواء، وعذوبة الماء، وصحة التربة. ينظر: الحموي: معجم البلدان: (٤/ ٢٠١)، عمران الوردي: خريدة العجائب وفريدة الغرائب، مكتبة الثقافة الإسلامية - القاهرة، ط ١ - ١٤٢٨ هـ (٣٧٦)، القزويني: آثار البلاد: (١/ ٤٢٨).
(٣) ينظر: الموسوعة الميسرة في التأريخ الإسلامي: (١/ ٣٢٦).
(٤) عبدالرحمن حبنكة: الحضارة الإسلامية: دار القلم - دمشق، ط ١ - ١٤١٨ هـ (٦١٦ - ٦١٧).

<<  <   >  >>