للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جرت مناوشات في هذا القرن بين عساكر غزنة، وبين السلطان ملكشاه السلجوقي، فخرج إلى عساكر غزنة إلياس بن ألب أرسلان أخو ملكشاه، فقاتلهم، وكفى ملكشاه أمر الغزنوية (١).

٣ - وأما الدولة السلجوقية (٢): فقد ابتدأ ملكها من عام ٤٢٩ هـ، وفيها استولى طغرلبك على نيسابور، وجلس على سرير ملكها، وبعث أخاه داود إلى بلاد خراسان فملكها، وانتزعها من نُواب الملك مسعود بن محمود بن سبكتكين (٣).وعلا شأنهم، وارتفع ملكهم بحلول عام ٤٣٢ هـ (٤). وبدأ السلطان طغرلبك بالفتوحات، ففي سنة ٤٤٢ هـ، فتح السلطان أصبهان بعد حصار دام سنة، وجعلها دار إقامته (٥). وفي سنة ٤٤٦ هـ، غزا بلاد الروم بعد أخذه بلاد أذربيجان، فغنم من بلاد الروم وسبى، وعمل أشياء حسنة (٦). ثم دخلت سنة ٤٤٧ هـ، وفيها ملك طغرلبك بغداد والعراق (٧). وجرت أحداث وفتن كبيرة، انتهت بمقتل رأس الفتنة البساسيري ومن معه.

وكان الملك طغرلبك خيِّرا، مصليا، محافظا على الصلاة في أول وقتها، ويُديم صيام الإثنين والخميس، حليما عمن أساء إليه، كتوما للأسرار، سعيدا في حركاته (٨).


(١) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة: (٥/ ٩٥).
(٢) ينظر في كيفية وصول السلاجقة إلى السلطة، وابتداء أمرهم: تأريخ ابن الوردي: (١/ ٣٣٥)، تأريخ ابن خلدون، دار الفكر - بيروت، ط ٢ - ١٤٠٨ هـ (٣/ ٥٥٩)، الموسوعة الميسرة في التأريخ الإسلامي: (١/ ٢٧٨).
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية: (١٢/ ٥٤).
(٤) ابن كثير: البداية والنهاية: (١٢/ ٦٠).
(٥) المرجع السابق: (١٢/ ٧٧).
(٦) المرجع السابق: (١٢/ ٨٢).
(٧) المرجع السابق: (١٢/ ٨٣).
(٨) المرجع السابق: (١٢/ ١١١).

<<  <   >  >>