للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن القلوب السليمة عن الشرك، الذي هو مضاد التوحيد، هي القلوب السليمة المستقيمة، التي ينتفع بها صاحبها يوم القيامة، قال تعالى: " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩) " (الشعراء ٨٨ ـ ٨٩)، يقول السمعاني: " قال أكثر أهل العلم: سليم من الشرك، فإن الآدمي لا يخلو من ذنب، وقيل: مخلص، وقيل: ناصح، وقيل: قلب فيه لا إله إلا الله ". (١)

وبين أن صاحب التوحيد الخالص، أحق بالأمن والاهتداء، قال: " وحجته في ذلك: أن الذي يعبد الله، لا يشرك به شيئاً، أحق بالأمن من الذي يعبد الله ويشرك به " (٢)

٣ ـ إسهامه الواسع في تتبع أنواع العبادة، التي هي أساس هذا التوحيد، سواء كانت عبادات قلبية، أو بدنية.

٤ ـ التطواف الطويل في ذكر دلائل استحقاق الله جل وعلا للعبودية، وذكر ما يضادها.

٥ ـ وأن أكبر مضاد للتوحيد، هو الشرك بالله تعالى، والذي يراد به الشرك في العبادة، ولذا أشار إلى أوجه التنفير منه في كتاب الله جل وعلا؛ ليجتنبه المرء، ويكون عنه في معزل، ويدعو بدعوة أبيه إبراهيم: " وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ "، بمعنى: بعدني وبني من عبادة الأصنام ". (٣)

ونجد اهتمامه واضحاً جلياً، بالتحذير من خطورة الشرك والرد على المخالفين، في ذكر صوره وأنواعه.

٦ ـ ولما كان القرآن الكريم كله في التوحيد، وحقوقه، وجزائه، وفي شأن الشرك، وأهله، وجزائهم (٤)، أفاض السمعاني في ذكر التوحيد، وفضائله، وذكر ما يضاده، بأبلغ عبارة، وأوجز بيان.


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٥٥
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٢٢
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١١٩
(٤) ابن القيم: مدارج السالكين: ٣/ ٤١٨

<<  <   >  >>