للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا هو مذهب السلف، يقول الإمام ابن تيمية: " ثم القول الشامل في جميع هذا الباب، أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث. قال الإمام أحمد ـ رضي الله عنه ـ: " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث ". ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل " (١).

٢ ـ ألَّا يتعرض لهذه النصوص، بتأويل فاسد، أو تكييف، أو تمثيل، أو غيره من أوجه الإلحاد في الأسماء الحسنى، قال تعالى: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (الأعراف ١٨٠)، يقول السمعاني: "الإلحاد: هو الميل عن الحق، وإدخال ما ليس في الدين، قيل: والإلحاد في الأسماء هاهنا: " كانوا يقولون في مقابلة اسم الله: اللات، وفي مقابلة العزيز: العُزى، ومناة في مقابلة المنان، وقيل: هو تسميتهم الأصنام آلهة، وهذا أعظم الإلحاد في الأسماء " (٢)

وقد بيَّن السمعاني في تفسير قوله تعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " (الشورى ١١)، أن الله جل وعلا لا يوصف بالمثل، جل وتعالى عن ذلك. (٣) وقال في تفسير قوله تعالى: " وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ " (الصمد ٣): " لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء " (٤)


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٥/ ٢٦
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٣٦، واختلف أهل التأويل في قوله: (يُلْحِدُونَ) فقيل: يكذبون، وهو مروي عن ابن عباس، وقيل: يشركون، وهو مروي عن قتادة. انظر الطبري: جامع البيان: ١٣/ ٢٨٣
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٦٦
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٣٠٣

<<  <   >  >>