للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالله جل وعز تنزه عن كل هذه النقائص، والمماثلات، والتشبيهات، ولذا فإن هذا الباب قائم على أساس التنزيه، يقول السمعاني: " قوله تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ": أي عظم ربك الأعلى، وقيل: نزه، وتنزيه الله ـ عز اسمه ـ ألا يوصف بوصف لا يليق به " (١)

٣ ـ أن أسماء الله تعالى حسنى، أي بالغة في الحسن والجمال غايته، وكل أسمائه حسن " (٢)، وهي التي تقتضي أفضل الأوصاف (٣). يقول السمعاني: الحسنى هاهنا بمعنى العليا، وقال ابن عطية: " " لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ": أي: ذات الحُسن في معانيها، القائمة بذاته، لا إله إلا هو " (٤). وقال القرطبي: " سمَّى الله سبحانه أسمائه بالحسنى؛ لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه، وجوده، ورحمته، وإفضاله " (٥). وقال: " وحُسن الأسماء إنما يتوجه بتحسين الشرع بالإطلاق والنص عليها. وانضاف إلى ذلك أنها تقتضي معانٍ حسانٍ شريفة، وهي بتوقيف، لا يصح وضع اسم لله بنظر إلا بتوقيف من القرآن، أو الحديث، أو الإجماع " (٦)

وقال الرازي: " والاستدلال بالآية على أن كون الأسماء حسنة، لا معنى له، إلا كونها دالة على الصفات الحسنة الرفيعة الجليلة، فإذا لم يدل الاسم على هذا المعنى، لم يكن الاسم حسناً " (٧).

وقال الماوردي: " وفي المراد بالحسنى هنا وجهان: أحدهما ما مالت إليه القلوب، من ذكره بالعفو، والرحمة، دون السخط والنقمة، والثاني: أسماؤه التي يستحقها لنفسه ولفعله، ومنها صفات هي طريقة المعرفة به " (٨).


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٢٠٦
(٢) الطبري: جامع البيان: ١٣/ ٢٨١
(٣) ابن عطية: المحرر الوجيز: ٣/ ٤٩٢
(٤) ابن عطية: المحرر الوجيز: ٣/ ٥/٢٩٢
(٥) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ٧/ ٣٢٦
(٦) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٠/ ٣٤٣
(٧) الرازي: مفاتيح الغيب: ١/ ١١٣
(٨) الماوردي: النكت والعيون: ٢/ ٢٨٢

<<  <   >  >>