للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام عبدالغني المقدسي (١): " اعلم وفقنا الله وإياك ... أن صالح السلف، وخيار الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة، اتقفت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم، على الإيمان بالله عز وجل، وأنه أحد، فرد، صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له، ولا وزير، ولا شبيه له، ولا نظير، ولا عدل له، ولا مثل. وأنه عز وجل موصوف بصفاته القديمة التي نطق بها كتابه العزيز ... وصح بها النقل من نبيه وخيرته من خلقه، محمد سيد البشر صلى الله عليه وسلم " (٢). ويقول ابن أبي يعلى (٣) عن الصفات: " وإن أمرها كما جاءت، من غير تأويل، ولا تفسير، ولا تجسيم، ولا تشبيه، كما فعلت الصحابة والتابعون، فهو الواجب عليه " (٤).ويقول القصري: " الأسماء والصفات، فهي شعبة ثانية من الإيمان، لا بُدَّ من التصديق بها، ومن لم يصدق بالصفات، فقد كذب بالقرآن، والسنة وإجماع أهل السنة، وكذب العقل ... وأهل السنة والحديث نقلوا إلينا أخبار الصفات، ونطقوا بالصفات، فلو كذبناهم فيما نقلوا من ذلك، ونطقوا به، وجب تكذبيهم في كل ما نقلوا من الشريعة، وكان ذلك هدماً للإسلام " (٥).


(١) عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، (٥٤١ هـ ـ ت ٦٠٠ هـ)،حافظ للحديث، من العلماء برجاله، امتحن مرات، وتوفي بمصر. من مؤلفاته: الكمال في أسماء الرجال، وعمدة الأحكام. الزركلي: الأعلام: ٤/ ٣٤
(٢) عبدالغني المقدسي: الاقتصاد في الاعتقاد: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط ١، ١٤١٤ هـ (٧٨)
(٣) ابن أبي يعلى: محمد بن محمد (٤٥١ هـ ـ ت ٥٢٦ هـ)، مؤرخ، من فقهاء الحنابلة، ولد ببغداد، ومات فيها قتيلاً، اغتاله بعض من كان يخدمه طمعاً بماله. من كتبه: طبقات الحنابلة، والاعتقاد. الزركلي: الأعلام: ٧/ ٢٢
(٤) ابن أبي يعلى: الاعتقاد: دار أطلس الخضراء، ط ١، ١٤٢٣ هـ (٣١)
(٥) القصري: شعب الإيمان: ٢٧٥

<<  <   >  >>