للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الإمام ابن عبدالبر: " وأهل السنة مجموعون، على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة، ولا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة " (١).

ونقل الإمام ابن تيمية عن الإمام ابن خفيف قوله: " فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار، في توحيد الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته، وقضائه، قولاً واحداً، وشرعاً ظاهراً ... فكانت كلمة الصحابة على اتفاق من غير اختلاف، وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم، إذا لم يختلفوا ـ بحمد الله تعالى ـ في أحكام التوحيد وأصول الدين، من الأسماء والصفات، كما اختلفوا في الفروع " (٢).

ـ ويقول الإمام ابن تيمية: " وجماع القول في إثبات الصفات، هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، ويُصان ذلك عن التحريف، والتمثيل، والتكييف، والتعطيل؛ فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله " (٣).

ـ ويقول الشيخ الشنقيطي: " اعلموا أن مبحث آيات الصفات، دَلَّ عليه القرآن العظيم، أنه يتركز على ثلاثة أسس، ما جاء بها كلها فقد وافق الصواب، وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والسلف الصالح، ومن أخلَّ بواحد من تلك الأسس الثلاثة، فقد ضل، ولك هذه الأسس الثلاثة يدل عليها القرآن العظيم:

١ ـ أحد هذه الأسس الثلاثة هو: تنزيه الله جل وعلا، عن أن يشبه شيء من صفاته، شيئاً من صفات المخلوقين، وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (الشورى ١١).

٢ ـ الثاني من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه؛ لأنه لا يصف الله، أعلم بالله من الله " ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ"، والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يوصف الله بعد الله، أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(١) ابن عبدالبر: التمهيد: ٧/ ١٤٥
(٢) ابن تيمية: الفتوى الحموية الكبرى: ٤٠٣
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٦/ ٥١٥

<<  <   >  >>