للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ـ قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية؛ لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل " (١).

ـ ويقول ابن تيمية: " روى أبو بكر البيهقي في (الأسماء والصفات)، بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون؛ نقول: إن الله ـ تعالى ذكره ـ فوق عرشه، ونؤمن بما وردت فيه السنة من صفاته ... وروى أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الأوزاعي قال: سُئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث، فقالا: أمروها كما جاءت، وروى أيضاً عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي، عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية: فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. فقولهم ـ ضي الله عنهم ـ " أمروها كما جاءت "، رد على المعطلة، وقولهم " بلا كيف، رد على الممثلة " (٢).

وهذه أقوال الأكابر من أهل العلم، في بيان المنهج الحق فيه هذا الباب:

١ ـ الإمام أبو حنيفة: يقول:

ـ " لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه، صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى، ولا يُقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه، ونصفه كما وصف نفسه، أحد، صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، حي، قادر، سميع، بصير، عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه " (٣).


(١) الشنقيطي: الأسماء والصفات نقلاً وعقلاً: مجلة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، عدد ٤، ربيع الثاني ١٣٩٣ هـ (٨ - ٢٧). وقد ذكر الإمام ابن القيم جملة من القواعد المتعلقة بهذا الباب في كتابه بدائع الفوائد: ١/ ١٦١ وما بعده.
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٥/ ٣٩
(٣) أبو حنيفة: الفقه الأكبر: مكتبة الفرقان: الإمارات العربية، ط ١، ١٤١٩ هـ، (١٥٩)، مطبوع مع الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر، المنسوبين لأبي حنيفة، تأليف: محمد الخميس.

<<  <   >  >>