للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان عبد حتى يقر ويعترف، بأن لله تعالى ملائكة خلقهم من نور، ويؤمن بما ورد من صفاتهم في الكتاب والسنة، ولذا حكم الله جل وعز بكفر من أنكر الملائكة، فقال سبحانه: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:١٣٦]، فمن صفات المؤمنين التي ذكرها القرآن: أنهم يؤمنون بالملائكة، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ} [البقرة:٢٨٥]، يقول الرازي: " من الأصول المعتبرة في الإيمان: الإقرار بالملائكة، كما قال تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ "، والقرآن يشتمل على شرح صفاتهم، تارة على سبيل الإجمال، وأخرى على طريق التفصيل " (١).

يقول القصري: " واعلم ـ رحمك الله ـ أن الإيمان بالملائكة واجب، كالإيمان بالرسل، والجاحد للملائكة كافر، لا يُقبل إيمانه؛ لأنه يكذب بكتب الله ورسله، وعددهم لا يحصيهم إلا الله تبارك وتعالى " (٢).

والإيمان بالملائكة ينتظم ثلاثة أمور:

١ ـ التصديق بوجودهم.

٢ ـ إنزالهم منازلهم.

٣ ـ الاعتراف بأن منهم رسلاً يرسلهم الله إلى من يشاء من البشر. (٣)

وذكر القصري أوصافهم، وقال: " واعلم أن أوصافهم ستة أوصاف، هي جامعة كل فضيلة: ١ ـ العلم الكامل، ٢ ـ العفة الكاملة عن الشهوات، ٣ ـ الاجتناب للمعصية، ٤ ـ الطاعة الكاملة والامتثال الكامل في كل ما أمر به المعبود جل جلاله، ٥ ـ الذكر الدائم المتصل الذي لا يدخله فتور ولا غفلة، ولا يقطعه سهو ولا نوم، ٦ ـ الأخلاق الحسنة الكاملة " (٤).

ثم قال: " فإذا فهمت هذا فاعلم أن الإيمان بهم ـ عليهم السلام ـ على ثلاثة أضرب:

١ ـ العمل بأعمالهم.

٢ ـ التصديق بوجودهم


(١) ((الرازي: مفاتيح الغيب: ٢٦/ ٤٤٥
(٢) ((القصري: شعب الإيمان: ٣٣٩
(٣) ((الحليمي: مختصر كتاب المنهاج: ٦٤
(٤) القصري: شعب الإيمان: ٣١٢ ـ ٣١٣

<<  <   >  >>