للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ـ التشبه بهم في أوصافهم وأفعالهم وعلومهم " (١).

وقد جرى السمعاني في تقريره لهذا الركن مجرى السلف، فسلك المسلك الواضح البين الذي جاء تفصيله في النصوص، بعيدا عن النظرات الفلسفية التي تنظر إلى هذه العوالم، نظرة مباينة للشرع. وعالم الغيب يشمل كذلك عالم الجن والشياطين، ولذا أولاها السمعاني عناية خاصة، وظهر اهتمامه في إبراز مسائل هذا الركن من عدة جهات:

١ - التعريف بهم، وذكر أسمائهم وأوصافهم، والتعريج على بعض أعمالهم.

٢ - تحقيق بعض المسائل المتعلقة بهم:

- المفاضلة بين الملائكة والبشر.

- هل الملائكة يموتون؟

- تعلق الرعد والبرق بالملائكة.

٣ - التعريف بالجن والشياطين، وذكر أوصافهم وأحوالهم، وشيء من أعمالهم.

٤ - تحقيق بعض المسائل المتعلقة بهم:

- هل إبليس من الملائكة؟

- هل من الجن رسل؟

- هل الجن يدخلون الجنة؟

- حول إمكان وطء الجني الأنسية؟

والمقصود هنا حصر جهد السمعاني في هذا الباب مما ورد في التفسير، وذكر آرائه المتعلقة به، بعيدا عن استقصاء المسائل المفضي إلى الترهل البحثي، إلا ما كان له تعلق بموضوع البحث.

وبعد استقراء آراء السمعاني، يظهر توافقه مع المنهج القرآني الذي انبثق عنه منهج السلف، فهو لا يتحيز مع رأي دون رأي، إلا ما كان موافقا للمنقول والمعقول، وهذا كذلك يُظهِر تجرد السمعاني للحق وبعده عن الأهواء وشهوات النفس.

وآراء السمعاني تأتي متوافقة لأصول السلف في هذا الباب، إلا ما كان من مسائل اجتهادية هي محل بحث ونظر، لا تُخرجه عن الأصل الأصيل في متابعته لمنهج السلف.


(١) ((مرجع سابق.

<<  <   >  >>