للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: عدم وقوع ذلك منهم، استنادا لقوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم).

والثاني: صحة وقوع ذلك منهم، ونسبه لأهل السنة، واستدل بقصة إبليس فإنه كان من الملائكة، وبقصة هاروت وماروت وكانا من الملائكة، وأما الآية السابقة، فيجوز حملها على طائفة منهم، أو في زمان مخصوص (١).

ولكن ضعف هذه القصة جماعة من العلماء:

فقال ابن حزم عن القصة أنها " كذب مفترى " (٢).

وقال القاضي عياض: "لم يرو فيها شيء، لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٣).

وقال ابن عطيه: "وهذا كله ضعيف " (٤)، وقال الرازي: إن القصة التي ذكروها باطلة (٥)، وقال: " واعلم أن هذه الرواية فاسدة، مردودة، غير مقبولة؛ لأنه ليس في كتاب الله مايدل على ذلك، بل فيه ما يبطله من وجوه " (٦).

وقال القرطبي: "هذا كله ضعيف، وبعيد عن ابن عمرو وغيره، لايصح منه شيء، فإنه قول تدفعه الأصول في الملائكة، الذين هم أمناء الله على وحيه، وسفراؤه إلى رسله، لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (٧)، وقال ابو حيان: "وهذا كله لا يصح منه شيء " (٨).

وقال البيضاوي: "فمحكي عن اليهود، ولعله من رموز الأوائل، وحله لايخفى على ذوي البصائر " (٩).


(١) - السمعاني: قواطع الأدلة: ١/ ٣٠٣
(٢) ابن حزم: الفضيل:٤/ ٢٦.
(٣) السيوطي: الحبائك في أخبار الملائكة: دار الكتب العلمية-بيروت: ط ١، ١٤٠٥ هـ (٢٥٣)
(٤) ابن عطية: المحرر الوجيز:١/ ١٨٧.
(٥) الرازي: مفاتيح الغيب:٢/ ٣٩٢.
(٦) ا الرازي: مفاتيح الغيب:٣/ ٦٣١.
(٧) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:٢/ ٥٢.
(٨) أبو حيان: البحر المحيط:١/ ٥٢٨.
(٩) البيضاوي: أنوار التنزيل:١/ ٩٨.

<<  <   >  >>