للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب ـ وذهب بعضهم: إلى أنهما قبيلان من الجن، واستغربه ابن كثير (١)، وضعفه ابن حجر (٢).

ج ـ وذهب بعضهم: إلى أنهما ملكين أنزل الله عزوجل عليهما شريعة حق، تم مسخها فصارت كفراً، فتمادى الشياطين على تعليمهما، وهي بعد كفر (٣).

د ـ أن حاصل كل ماورد من تفاصيل القصة، راجع إلى أخبار بني إسرائيل، فليس منها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم، الذي لاينطق عن الهوى، وأن ظاهر سياق القصة في القرآن الإجمال من غير بسط ولا إطناب، فنؤمن بما ورد في القرآن على ما أراد الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال، وهذا ما ذهب إليه ابن كثير (٤).

هـ ـ ذهب بعضهم: إلى أنهما ملكان أنزلهما الله تعالى إلى الأرض، وأذن لهما في تعليم السحر اختباراً للعباد بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسن الرسل، وأنهما مطيعان في ذلك؛ لأنهما امتثلا ما أمرا به، وهذا ما ذهب إليه الطبري، وقال عنه ابن كثير: "وهذا الذي سلكه غريب جدا " (٥).

واختار هذا القول لجنة الفتوى في السعودية، إلا أنهم ردوا ماورد من القصص في مسخهما، وأنهما معلقان من شعورهما، فقالوا:"فكل هذا وأمثاله من كلام الكذابين من القصاص" (٦).


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم:١/ ٣٥٢.
(٢) ابن حجر: فتح الباري:١٠/ ٢٢٤.
(٣) ابن حزم: الفضيل:٣/ ١٤٥.
(٤) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم:١/ ٣٦٠.
(٥) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم:١/ ٣٥٢.
(٦) الدويش: فتاوى اللجنة الدائمة:١/ ٦١، وانظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز:٨/ ١١٥.

<<  <   >  >>