للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج ـ أخبر الله تعالى أن الباطل، وهو الشيطان كان زهوقاً، أي: ذاهباً، قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء:٨١]، قال قتادة: الحق القرآن، والباطل الشيطان (١). وقال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:١٨]، والباطل هو الشيطان، فالله تعالى يُلقي بالقرآن الكريم وهو الحق، على الباطل هو الشيطان الرجيم، فيدمغه ويزيله، فإذا هو زاهق ذاهب، وهذا من حيث بيان الدليل والحجة، لا من حيث إزالة الكفر أصلاً؛ فإن الكفر والباطل في العالم كثير (٢). وقال تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ} [سبأ:٤٩]، أي: القرآن، أو الرسول، " وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ " قال قتادة: هو الشيطان، " وَمَا يُعِيدُ " أي: ما يُبدئ الشيطان شيئاً وما يعيد. (٣)


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٢٧١
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٧٢
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٣٤١

<<  <   >  >>