للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ ـ ولما كانت عداوة الشيطان للإنسان مستفحلة من قديم الزمان، حذر الله تعالى من طاعته، والسير على نهجه، بل وعن اتباع خطواته، قال تعالى مبيناً هذه العداوة القديمة الظاهرة، والمستمرة على مدى الأزمان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف:٥]، يقول السمعاني: " ومعناه: إن الشيطان يزين لهم ذلك، ويحملهم عليه لعداوته القديمة " (١)، وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء:٥٣]، أي: عدواً ظاهر العداوة (٢). وقال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يس:٦٠]، أي: عدو بيِّن العداوة. (٣) وقال تعالى: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الزُّخرُف:٦٢]، قال ابن عباس: من عداوته، أنه أخرج أباكم من الجنة، ونزع عنهم لباس النور. (٤) وبعد أن بيَّن الله تعالى عداوة الشيطان لبني آدم ـ عليه السلام ـ، حذر من اتباع خطواته، فقال: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:١٦٨]، وذكر السمعاني في معنى خطوات الشيطان ثلاثة أقوال:

أحدها: هي خطايا الشيطان، وهو قول مجاهد، والثاني: هي النذور في المعاصي، والثالث: هي أعمال الشيطان (٥). وقال في مقام آخر: " قوله تعالى: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأنعام:١٤٢]، أي: آثار الشيطان، وخطاياه، وهو تخطيه من الحلال إلى الحرام " (٦)، ومن الطاعة إلى المعصية (٧).


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٨
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٢٤٩
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٣٨٤
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ١١٣
(٥) السمعاني: تفسير القرآن:١/ ١٦٧
(٦) السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ١٥١
(٧) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٥١٣

<<  <   >  >>