للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السمعاني مبينا وجه الإعجاز القرآني: وقد بينا وجه الإعجاز في القرآن من حيث النظم، والمعنى، والإخبار عن الغيوب، وغيره (١)، وحكى قولين في تفسير قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، ومما له تعلق بهذا المبحث قال: وقيل: معنى الشفاء: هو ظهور دليل الرسالة منه بالإعجاز، وعجيب النظم والتأليف (٢)

والعجيب أن الله تعالى تحداهم وهم أهل البلاغة، والفصاحة، والبيان، أن يأتوا بمثل سورة من القرآن، في الخبر عن الغيب والأحكام، والوعد والوعيد، فعجزوا، فقال لهم متحدياً، إن عجزتم عن الإتيان بسورة مثل القرآن، في أخباره، وأحكامه، ووعده، ووعيده، فأتوا بعشر سور مثله مفتريات، يعني: مختلقات من غير خبر عن غيب، ولا حكم، ولا وعد، ولا وعيد، وإنما هي مجرد بلاغة، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود:١٣].


(١) - السمعاني: مرجع سابق: ٤/ ١٨٧
(٢) - السمعاني: مرجع سابق: ٣/ ٢٧٢

<<  <   >  >>