للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ ـ المحكمات: الناسخات، والمتشابهات: المنسوخات، وهو قول ابن مسعود وابن عباس والضحاك.

٤ ـ المحكمات: ما أوقف الله تعالى الخلق على معناها، والمتشابهات: ما لا يُعقل معناها، ولا يعلمها إلا الله تعالى، وهو قول جابر بن عبدالله الأنصاري.

٥ ـ المحكمات: ما لا يشتبه معناه، والمتشابهات: ما يشتبه ويلتبس معناه، وهو قول مجاهد.

٦ ـ المحكمات: ما يستقل بنفسه في المعنى، والمتشابهات: ما لا يستقل بنفسه في المعنى، إلا بنوع استدلال، أو رد إلى غيره. (١)

٧ - المحكمات: التي لم تتكرر ألفاظها، والمتشابهات: التي تكررت ألفاظها، وهو قول عبدالرحمن بن زيد.

٨ - المحكمات: التي لا تحتمل من التأويل إلا وجها واحدا، فلا تحتاج إلى نظر وتدبر، والمتشابهات: ما احتمل من التأويل أوجها، واحتاجت إلى تأمل وتفكر في الوقوف على المراد منها.

ورجح السمعاني أن معنى المتشابه: هو ما استأثر الله تعالى بعلمه، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه، وكلفهم الإيمان به، والمحكم: مما أطلع العلماء عليه، وأوقفهم على المراد (٢).

وبه رجح قراءة الوقف في قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) , وأنه وقف تام، وأن الواو بعده واو الابتداء والاستئناف، وقال: وعليه إجماع القراء. وقد حكى السمعاني الخلاف في القراءتين الواردتين في الآية، والمحكيتين عن ابن عباس:

الأولى: قراءة الوقف، والمروية عن طاووس عن ابن عباس، وهي المروية عن أبي بن كعب وعائشة، وهو قول الحسن وأكثر التابعين، وبه قال الكسائي، والفراء، والأخفش، وأبو عبيد، وأبو حاتم، واستدل لصحة هذا القول: بقراءة ابن عباس: (ويقول الراسخون في العلم آمنا به).

الثانية: قراءة العطف، والمروية عن مجاهد عن ابن عباس، فالواو للنسق، والوقف يكون على قوله تعالى: (والراسخون في العلم)، ويكون المعنى: وأن الراسخين في العلم يعلمون التأويل، وقال ابن عباس: وأنا ممن يعلمون تأويله (٣).


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤
(٢) - السمعاني: قواطع الأدلة: ١/ ٢٦٥
(٣) - السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٩٥

<<  <   >  >>