للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع احتمال المسألة، وتباين الأراء فيها، إلا أن الأقرب ـ والله أعلم ـ أن الذبيح هو إسماعيل؛ لاعتبارات كثيرة أشار إليها العلماء، حتى قال ابن القيم: " القول بأنه إسحاق، فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإسلام يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب " (١)، وقال ابن كثير: " وقد ذهب جماعة من أهل العلم، إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحُكي ذلك عن طائفة من السلف، حتى نقل عن بعض الصحابة أيضاً، وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تلقى إلا عن أخبار أهل الكتاب، وأخذ ذلك مسلماً من غير حجة، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل " (٢).

ب ـ إسماعيل: أصلة اسمع إيل، وذلك أن إبراهيم ـ صلوات الله عليه ـ كان يدعو الله أن يرزقه ولدا، ويقول: اسمع إيل، فلما رزقه الله الولد سماه إسماعيل. (٣)

وقد أثنى الله عليه، فقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم:٥٤]، يقول السمعاني: " الأكثرون أن هذا، إسماعيل بن إبراهيم، وقال بعضهم: هو إسماعيل بن حزقيل، نبي آخر، فإن إسماعيل بن إبراهيم توفي قبل إبراهيم. والصحيح: هو القول الأول، وقد كان بُعث إلى جرهم وهي قبيلة، وأما وفاته قبل إبراهيم لاتعرف". (٤)


(١) ابن القيم: زاد المعاد: ١/ ٧١ ـ إغاثة اللهفان: ٢/ ٣٥٥
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٧/ ٢٧
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٣٨
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٩٨

<<  <   >  >>