للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ ـ أن الله تعالى جعله أمياً: قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة:٢]، " والحكمة في كون الرسول صلى الله عليه وسلم أمياً؛ انتفاء التهمة عنه في تعلم أخبار الأولين، ودراستها من كتبهم: ويُقال: ليكون موافقاً لصفته في كتب الأولين " (١)، ولذا قال المشركون كما حكى الله عنهم: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان:٥]، فقوله: " اكْتَتَبَهَا " أي: طلب أن تكتب له؛ لأنه كان لا يكتب " فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ " أي: تقرأ عليه (٢). وقال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:٤٨]، أي: لم تكن تقرأ ولا تكتب، " إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " أي: إذا لشك الكافرون لو قرأت وكتبت، أما أهل الشرك فكانوا يزعمون أنه قرأ من كتب الأولين، وانتسخ منها، وأما أهل الكتاب فقد كان نعته في كتبهم، أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، فلو قرأ وكتب، وقع لهم الشك. وعن الشعبي قال: لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا حتى كتب وقرأ، وهذا قول ضعيف لا يعتمد عليه، وأظن أنه لا يصح عن الشعبي هذا؛ لأنه كان عالماً كبيراً ". (٣)

١٠ ـ الصلاة عليه: قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦]، يقول السمعاني: " الصلاة من الله تعالى، بمعنى الرحمة والمغفرة، والملائكة والمؤمنين بمعنى الدعاء ". (٤)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٤٣١
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٧
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٨٥
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٠٤

<<  <   >  >>