للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول العلامة القصري: " والإجماع من أهل الإيمان عليه " (١). وهل إيمان أهل الكتابين باليوم الآخر متمحضاً؟. فقد أورد الإمام السمعاني في تفسيره تساؤلاً، مفاده: " قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة:٢٩]: فإن قال قائل: إن أهل الكتابين يؤمنون بالله واليوم الآخر، فكيف معنى الآية؟!. الجوب من وجهين:

أحدهما: أنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كإيمان المؤمنين، فإنهم قالوا: عزير ابن الله، وقالوا: المسيح ابن الله، وقالت اليهود: لا أكل ولا شرب في الجنة.

والجواب الثاني: أن كفرهم ككفر من لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، في عظم الجرم ". (٢)

ومن أهم المعالم التي قررها السمعاني في هذا الفصل، الإقرار بحقيقة الموت وحتميته، وذكر الساعة وأشراطها، وأحوال القيامة وتوابعها.

وهذا الركن الذي يسميه المتكلمون بباب السمعيات؛ بناء على تقسيمهم أبواب العقائد إلى: إلهيات، ونبوات، وسمعيات، وأن السمعيات مختصة بأخبار اليوم الآخر وما يتعلق به، وإنما سموه بذلك؛ لأن قضاياه لا تثبت إلا بالأخبار الصادقة، لكنهم قصروا فيها من جهتين:

الأولى: أنهم لم يقبلوا فيها أحاديث الآحاد، ولذلك رد بعضهم شيئا مما ورد في السنة المطهرة من أخبار الدار الآخرة.


(١) القصري: شعب الإيمان: ٥٨٩
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٣٠١

<<  <   >  >>