للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: أنهم أغفلوا دلالة العقل في هذا الباب، مع أنهم أهل تقديس للعقل، وقد حصر الأشاعرة أمر المعاد في السمعيات، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما أمر المعاد فيجعلونه كله من باب السمعيات؛ لأنه ممكن في العقل، والصادق أخبر به (١)، والحق أن هذا الباب، وخاصة ما يتعلق بالبعث والمعاد، فإن معرفته بالسمع واجبة، وأما بالعقل فقد تُعرف وقد لا تُعرف، فليست معرفته بالعقل ممتنعة، ولا هي أيضا واجبة (٢)، فهي تدخل في حيز الإمكان، فما يتعلق بجانب الإمكان وعدم الاستحالة، فقد قامت الأدلة العقلية على جوازه وإمكانه، كما هو مسطور في ثنايا البحث، وأما ما يتعلق بتفاصيل وأحداث اليوم الآخر وأخباره، فهي سمعية محضة.


(١) - ابن تيمية: شرح العقيدة الأصبهانية: ٨
(٢) - ابن تيمية: جامع المسائل: ٣/ ٢٤٢

<<  <   >  >>