للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [النمل:٧٥]، يقول السمعاني: " أي: جملة غائبة من الغائبات، وقيل: ما من خبر غائب، " وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " هو اللوح المحفوظ". (١)

ـ وقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:١٢]، " أي: جمعناه في كتاب مبين، والإمام المبين هو اللوح المحفوظ ". (٢)

ـ وقوله تعالى: {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [ق:٤]، " أي: حافظ، وهو اللوح المحفوظ، وقيل: محفوظ ما فيه ". (٣)

وقد سمى الله تعالى اللوح المحفوظ غيباً، فقال: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} [القلم:٤٧]، أي: عندهم اللوح المحفوظ، وسماه غيباً؛ لأنه كتب فيه ما غاب عن العباد. (٤)

٣ ـ " الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السموات، وما في الأرض من حركة، ولا سكون، إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، ولا يكون في ملكه إلا مايريد " (٥)، وهذا مما أجمع عليه المسلمون، فأجمعوا على قول: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. (٦)

واستدل السمعاني ببعض الدلائل القرآنية، وقَرَّر أن هذا هو اعتقاد أهل السنة، ومنه:

ـ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج:١٨]، يقول السمعاني: " أي: يكرم ويُهين، ويشقي ويسعد، بمشيئته وارادته، وهو اعتقاد أهل السنة ". (٧)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١١٢
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٣٧٠
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٢٣٥
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٦/ ٣١
(٥) ابن تيمية: العقيدة الواسطية: ١٠٧
(٦) ابن القطان: الإقناع: ١/ ٦٠
(٧) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٢٩

<<  <   >  >>