للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ يقول ابن بطة العكبري عن القدرية: " وربما قيل لبعضهم: من إمامك فيما تنتحله من هذا المذهب الرجس النجس، فيدعي أن إمامه في ذلك: الحسن بن أبي الحسن البصري ـ رحمه الله ـ فيضيف إلى قبيح كفره وزندقته، أن يرمي إماماً من أئمة المسلمين، وسيداً من سادتهم، وعالماً من علمائهم بالكفر، ويفتري عليه بالبهتان، ويرميه بالإثم والعدوان؛ ليحسن بذلك بدعته عند من قد خصمه وأخزاه، وأنا أذكر كلام الحسن في القدر، ورده على القدرية، ما يسخن الله به عيونهم، ويظهر للسامعين قبيح كذبهم ـ إن شاء الله تعالى ـ ". (١)

ـ ويقول أبو الحسين العمراني: " استدل القدري بدامغه، بأخبار أضافها إلى الفقهاء المشهورين من التابعين وغيرهم، مثل عمر بن عبدالعزيز، والحسن البصري، والشعبي، ومالك بن دينار، وقتادة، وغيرهم، مما لا ينكر فضلهم أحد، وهم براء مما أضافه إليهم، ولو طولب بسند الخبر من ذلك، لم يقدر عليه إلا بالتخرص ". (٢)

وكذا قال الشهرستاني، فيما نُسب إلى الحسن في الكلام في القدر، فقال:" ورأيت رسالة تُنسب إلى الحسن البصري، كتبها إلى عبدالملك بن مرون، وقد سأله عن القول بالقدر والجبر، فأجابه فيها بما يوافق مذهب القدرية، واستدل فيها بآيات من الكتاب، ودلائل من العقل. ولعلها لواصل بن عطاء، فما كان الحسن ممن يخالف السلف، في أن القدر خيره وشره من الله تعالى، فإن هذه الكلمات كالمجمع عليها عندهم ". (٣)

وقال الآجري بعد أن ساق روايات عن الحسن تثبت قوله بالقدر: " بطلت دعوى القدرية على الحسن، إذ زعموا أنه إمامهم، يموهون على الناس، ويكذبون على الحسن، لقد ضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً ". (٤)


(١) ابن بطة: الإبانة: دار الراية، السعودية، ط ٢، ١٣٨٢ هـ (٤/ ١٧٨)
(٢) العمراني: الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار: أضواء السلف، الرياض، ط ١، ١٤١٩ هـ، (٢/ ٥١٦)
(٣) الشهرستاني: الملل والنحل: ١/ ٤٧
(٤) الآجري: الشريعة: دار الوطن، الرياض، ط ٢، ١٤٢٠ هـ (٢/ ٨٨٥)

<<  <   >  >>