للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما حكاه السمعاني عن القاضي أبي يوسف، بصيغة التمريض، توحي بتضعيفه لها، والاستئناس بها على أصل المسألة، لكن أبا يوسف على خِلاف ما ذُكر، فقد روى ابن حبان في الثقات، عن قتيبة بن سعيد، قال سمعت أبا يوسف يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. (١)

وأورد السمعاني سؤالاً مفاده: " إن قيل: هذا أَوَّل قوله تعالى: {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا} [المائدة:٨٥]، على أن الإيمان قول فرد؟ قيل: قد ذكر في الآية الأولى {مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:٨٣]، فذكر المعرفة في تلك الآية، والقول في هذه الآية، ومجموعهما إيمان ". (٢)

فهذا هو معنى الإيمان وحقيقته في الشرع، وهو الذي اتفق عليه السلف، قال عبدالرزاق: سمعت مالكاً، والأوزاعي، وابن جريج، والثوري، ومعمراً، يقولون: الإيمان قول، وعلم، يزيد، وينقص (٣). وقال يحيى بن سعيد القطان: كل من أدركت من الأئمة كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد، وينقص (٤). ويقول البخاري: كتبت عن ألفٍ وثمانين رجلاً، ليس فيهم إلا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. (٥)


(١) ابن حبان: الثقات: دائرة المعارف العثمانية: الهند، ط ١، ١٣٩٣ هـ (٧/ ٦٤٥)
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٥٩
(٣) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٦/ ٦٣٥
(٤) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٧/ ٥٨١
(٥) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٨١

<<  <   >  >>