للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام السمعاني في قوله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (الشعراء ٨٠)

وقوله:" وإذا مرضت"هو استعمال أدب، وإلا فالممرض والشافي هو الله تعالى بإجماع أهل الدين " (١).

وربوبية الله تعالى شاملة لكل الخلائق، قال جل وعلا: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (القصص ٣٠)، قال السمعاني: "أي رب الجن، والإنس، والملائكة، والخلائق أجمعين " (٢)

وبإستقراء كلام السمعاني نجد أنه أشار إلى أن هذه الأمور هي من مقتضيات الربوبية التي تستلزم الألوهية، ومن أمثلتها:

١. في قوله جل وعلا: { ... وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (المائدة ١٧)، يقول: فيه إشارة إلى أن المستحق للألوهية من له ملك السموات، ومن له هذه القدرة فإياه فاعبدوا " (٣).

٢. وفي قوله جل وعلا: {قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (المؤمنون ٨٤ - ٨٩)، فأشار الإمام السمعاني في قوله: (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) إلى مقتضى ربوبيته وهي تمام ملكه، ولذا يقول جل وعز: (أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) أي تتعظون، (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) أي تحذرون، (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) أي تخدعون، وقيل تصرفون عن الحق (٤)، أي بعد ظهور دلائله وشواهده.


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ٥٣
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ١٣٧
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٢٤
(٤) ((السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٤٨٧

<<  <   >  >>