للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. وفي قوله سبحانه وتعالى: {وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (١٣١) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (النساء ١٣١ - ١٣٢) يشير الإمام السمعاني إلى التلازم بين نوعي التوحيد، وذلك أن مافي السماوات ومافي الأرض لله ملكا وخلقا وتدبيرا، وهذا يقتضي أن يطلب الإنسان حاجاته ممن يملكها، وينزل فاقته بمن يعرفها، وفي هذا يقول السمعاني: (فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، فاطلبوا منه ما تطلبون. وأما الثالث فيقول: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) أي اتخذوه وكيلا ولاتتكلوا على غيره" (١)

٤. وفي قوله تعالى: { ... أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (الرعد ١٦)، يقرر الإمام السمعاني كذلك التلازم بين نوعي التوحيد، وأن من أقر بالربوبية وبمقتضياتها من الإنفراد في الملك والخلق والتدبير، لزمه الإقرار بألوهيته وإفراده فيها فيقول: " وقوله تعالى: (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ) يعني: أجعلوا لله شركاء، (خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ) أي اشتبه كماخلقوه بما خلقه الله، ومعنى الآية: أنهم كما عرفوا أن الأصنام لاتخلق كخلق الله، فلا ينبغي أن تعبد كعبادة الله" (٢)


(١) ((السمعاني: تفسير القرآن:١/ ٤٨٨
(٢) ((السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٨٧

<<  <   >  >>