للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ ـ وقيل لطبيب: كيف عرفت ربك؟ فقال: بإهليلج (١) مُجَفَّف أُطلِق، ولُعاب مُلين أمسك.

٨ ـ وقال آخر: عرفته بنحله بأحد طرفيها تعسل، والآخر تلسع.

٩ ـ وسُئل أبو نواس عنه، فقال:

تأمل في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لُجين شاخصات ... وأزهار كما الذهب السبيك

على قُضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك

إذن فهذا الكون كله بما فيه، يدل على الله جل وعلا، ويشهد بوحدانيته، ويسبح بحمده.

سلِ الواحة الخضراء والماء جارياً ... وهذي الصحاري والجبال الرواسيا

سل الروض مزداناً سل الزهر والندى ... سل الليل والإصباح والطير شاديا

وسَلْ هذه الأنسام والأرض والسما ... وسِلْ كل شيء تسمع الحمد ساريا

ولو جن هذا الليل وامتد سرمدا ... فمن غير ربي يُرجع الصبح ثانيا

ولو غاض هذا الماء في القاع هل لكم ... سوى الله يجريه كما شاء راويا

ولو أن هذي الريح ثارث وأعفرت ... أفي كونكم من يُوقف الريح ناهيا

ألا أيها البُّحاث مال بحثكم ... توقف مشدوها لدى الكون واهيا

إلهي ضل الناس في جنح غَيِّهم ... وليس لهم إلاك يارب هاديا (٢)

أما منهج الإمام السمعاني في الاستدلال على وجود الله تعالى، بهذه الآيات، وتلك الدلالات فقد سلك فيها طريقين:

الأول: دلائل الآفاق ... الثاني: دلائل الأنفس

الطريق الأول: دلائل الآفاق:

وقد فسَّرها الإمام السمعاني، بما بثه الله عز وعلا في هذا الكون، فقال " الآيات في الآفاق، آيات السموات والأرضين، وذلك من رفع السماء، وخلق الكواكب، ودوران الفلك، وإضاءة الشمس والقمر، وما أشبه ذلك، وكذلك بسط الأرض، ونصب الجبال، وتفجير الأنهار، غرس الأشجار، إلى مالا يحصى ". (٣)


(١) ((الإهليلج: ثمر معروف، منه أصفر وأسود وهو البالغ النضيج. انظر: الزبيدي: تاج العروس: (٦/ ٢٨١).
(٢) ((البصيري: عبدالله بن محمد: أبيات مختارة، مطابع الحميضي، ط ١، ١٤٢٢ هـ، (٣٤).
(٣) ((السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٦١

<<  <   >  >>