روى ابْن سُلَيْمَان عَن مَيْمُون بن مهْرَان أَن الْأَمْوَال كثرت فِي زمن عمر وَصَارَ مَا يقسم مِنْهَا غير مُؤَقّت فتعرف ذَلِك من رسوم فَاسْتَحْضر الهرمزان فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لنا حِسَاب نُسَمِّيه ماه روز - مَعْنَاهُ حِسَاب الشُّهُور - فعربوا الْكَلِمَة إِلَى مؤرخ ثمَّ جعلُوا اسْمه التَّارِيخ ثمَّ أتفقوا على أَن يكون مبدأ تَارِيخ دولة الْإِسْلَام سنة الْهِجْرَة من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَقد تصرم من شهور هَذِه السّنة وأيامها الْمحرم وصفر وَثَمَانِية أَيَّام من ربيع الأول، فَلَمَّا عزموا على تأسيس الْهِجْرَة رجعُوا الْقَهْقَرَى ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ يَوْمًا وأرخوا من أول الْمحرم.
ثمَّ أحصوا من أول يَوْم من الْمحرم إِلَى آخر يَوْم من عمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكَانَ عشر سِنِين وشهرين، وَإِذا حسب عمره من الْهِجْرَة حَقِيقَة فَيكون تسع سِنِين وَأحد عشر شهرا واثنين وَعشْرين يَوْمًا وَهَذَا جدول يتَضَمَّن مَا بَين الْهِجْرَة وَبَين التواريخ الْقَدِيمَة الْمَشْهُورَة من السنين فَإِذا أردْت أَن تعرف مَا بَين أَي تاريخين شِئْت مِنْهَا فَانْظُر إِلَى مَا بَينهمَا وَبَين الْهِجْرَة وانقص أقلهما من اكثرهما وَمهما بَقِي فَهُوَ مَا بَينهمَا.