مَا يتَعَلَّق بقبائل الْعَرَب وأنسابهم سَنذكرُهُ مَعَ ذكر أمة الْعَرَب، فِي الْفَصْل الْخَامِس من كتاب أبي سعيد إِن بعد تبلبل الألسن وتفرق بني نوح أول من نزل الْيمن " قحطان " بن عَابِر بن شالح وقحطان أول من ملك أَرض الْيمن وَلبس التَّاج ثمَّ مَاتَ.
فَملك بعده ابْنه " يعرب " أول من نطق بِالْعَرَبِيَّةِ على مَا ذكر، ثمَّ ملك ابْنه " يشجب " ثمَّ ابْنه " عبد شمس " فَأكْثر الْغَزْو فِي الأقطار فَسُمي سبا وَهُوَ الَّذِي بنى السد بِأَرْض مأرب وفجر إِلَيْهِ سبعين نَهرا وسَاق إِلَيْهِ السُّيُول من أمد بعيد وَبنى مأرب وَعرفت بِمَدِينَة سبا وَقيل مأرب لقب لمن يَلِي الْيمن وَقل مأرب قصر الْملك وَالْمَدينَة سبا وَخلف سبا عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم حمير وَعَمْرو وكهلان وأشعر وَغَيرهم كَمَا سَيَأْتِي، وَملك بعده ابْنه " حمير " فَأخْرج ثمودا من الْيمن إِلَى الْحجاز.
ثمَّ ملك ابْنه " وَائِل " بن حمير، ثمَّ ابْنه " سكسك " ثمَّ ابْنه " يعفر "، ثمَّ وثب على ملك الْيمن " ذورياش " عَامر بن باران بن عَوْف بن حمير ثمَّ نَهَضَ من بني وَائِل " النُّعْمَان " بن يعفر بن السكسك بن وَائِل بن حمير وَاجْتمعَ عَلَيْهِ النَّاس وطرد عَامر بن باران عَن الْملك واستقل النُّعْمَان ولقب النُّعْمَان بالمعافر لقَوْله:
(إِذا أَنْت عافرت الْأُمُور بقدرة ... بلغت معالي الأقدمين المقاول)
المقاول لَفظه جمع وهم الَّذين يلون الْجِهَات الْكِبَار من الْيمن ثمَّ ملك ابْنه " أسمح " ثمَّ " شَدَّاد " بن عَاد بن الماطاط بن سبا وَجمع الْملك وغزا الْبِلَاد إِلَى أقْصَى الغرب وَبنى الْمَدَائِن والمصانع وَأبقى الْآثَار الْعَظِيمَة.
ثمَّ ملك أَخُوهُ " لُقْمَان " بن عَاد، ثمَّ أَخُوهُ " ذُو شدد " بن عَاد، ثمَّ ابْنه " الْحَارِث " الرائش بن ذِي شدد وَقيل الْحَارِث الرائش الْمَذْكُور هُوَ ابْن قيس بن صَيْفِي بن سبا الْأَصْغَر وَهُوَ تبع الأول، ثمَّ ابْنه " ذُو القرنين " الصعب، ثمَّ ابْنه " ذُو الْمنَار أَبْرَهَة " ثمَّ ابْنه " أفريقش "، ثمَّ أَخُوهُ " ذُو الأذعار " عَمْرو بن ذِي الْمنَار، ثمَّ ملك " شُرَحْبِيل " بن عَمْرو بن غَالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن وَائِل بن حمير فَإِن حمير كرهت ذَا الأذعار فخلعت طَاعَته وملكت عَلَيْهَا شُرَحْبِيل وَجرى بَينهمَا حَرْب واستقل شُرَحْبِيل بِالْملكِ وَبعده ابْنه " الهدهاد " ثمَّ ابْنَته بلقيس بنت الهدهاد زوج سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام، ثمَّ عَمها " ناشر