للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشيع فِي منَازِل الشِّيعَة مصرعاً، ثمَّ أنطى أنطاكية بعض نصيب ورحل عَنْهَا حَيَاء من نسيانه ذكرى حبيب، ثمَّ قَالَ لشيرز وحارم لَا تخافا مني فأنتما من قبل وَمن بعد فِي غنى عني، فالأمكنة الردية تصح فِي الْأَزْمِنَة الوبية ثمَّ أذلّ عزاز وكلزة وَأصْبح فِي بيوتهما الْحَارِث، وَلَا أغْنى ابْن حلزة وَأخذ من أهل الْبَاب أهل الْأَلْبَاب وباشر تل بَاشر وَذَلِكَ دلوك وحاشر وَقصد الوهاد والتلاع وَقلع خلقا من القلاع ثمَّ طلب حلب وَلكنه مَا غلب.

وَمِنْهَا: وَمن الأقدار أَنه يتبع أهل الدَّار، فَمَتَى بَصق أحد مِنْهُم دَمًا تحققوا كلهم عدماً ثمَّ يسكن لباصق الأجداث بعد لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاث.

(سَأَلت بارئ النسم ... فِي دفع طاعون صدم)

(فَمن أحس بلع دم ... فقد أحس بِالْعدمِ)

وَمِنْهَا:

(حلب وَالله يَكْفِي ... شَرها أَرض مشقة)

(أَصبَحت حَيَّة سوء ... تقتل النَّاس ببزقة)

فَلَقَد كثرت فِيهَا أرزاق الجنائزية فَلَا رزقوا، وعاشوا بِهَذَا الْمَوْسِم وعرقوا من الْحمل، فَلَا عاشوا وَلَا عرقوا، فهم يلهون ويلعبون، ويتقاعدون على الزبون.

(إسودت الشَّهْبَاء فِي ... عَيْني من وهم وغش)

(كَادَت بَنو نعش بهَا ... أَن يلْحقُوا ببنات نعش)

وَمِمَّا أغضب الْإِسْلَام وَأوجب الآلام أَن أهل سيس الملاعين مسرورون لبلادنا بالطاعون.

(سكان سيس يسرهم مَا ساءنا ... وَكَذَا العوائد من عَدو الدّين)

(فَالله يَنْقُلهُ إِلَيْهِم عَاجلا ... ليمزق الطاغوت بالطاعون)

وَمِنْهَا: فَإِن قَالَ قَائِل هُوَ يعدي ويبيد قلت: بل الله يُبْدِي وَيُعِيد، فَإِن جادل الْكَاذِب فِي دَعْوَى الْعَدْوى وَتَأَول قُلْنَا فقد قَالَ الصَّادِق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فَمن أعدى الأول استرسل ثعبانه وانساب " وَسمي طاعون الْأَنْسَاب وَهُوَ سادس طاعون وَقع فِي الْإِسْلَام، وَعِنْدِي أَنه الموتان الَّذِي أنذر بِهِ نَبينَا عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ وَكَانَ:

(أعوذ بِاللَّه رَبِّي من شَرّ طاعون النّسَب ... باروده المستعلي قد طَار فِي الأقطار)

(دولاب دهاشاته ساعي لصارخ مارثي ... وَلَا فدا بذخيره فتاشه الطبار)

(يدْخل إِلَى الدَّار يحلف مَا أخرج إِلَّا بِأَهْلِهَا ... معي كتاب القَاضِي بِكُل من فِي الدَّار)

وَفِي هَذَا كِفَايَة فَفِي الرسَالَة طول.

وفيهَا: أسقط القَاضِي الْمَالِكِي الريَاحي بحلب تِسْعَة من الشُّهُود ضَرْبَة وَاحِدَة فاستهجن مِنْهُ ذَلِك وأعيدوا إِلَى عدالتهم ووظائفهم.

وفيهَا: قتل بحلب زنديقان أعجميان كَانَا مقيمين بدلوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>