وَكَانَ تلامذته يَوْمئِذٍ نَحْو أَرْبَعمِائَة فكسروا محابرهم وأقلامهم وَأَقَامُوا كَذَلِك عَاما كاملاُ، وَالله أعلم. ثمَّ دخلت سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة.
مقتل سُلَيْمَان بن قطلمش
لما قتل سُلَيْمَان بن مُسلم بن قُرَيْش أرسل سُلَيْمَان بن قطلمش إِلَى ابْن الحتيتي العباسي مقدم أهل حلب يطْلب تَسْلِيمهَا، فاستمهله إِلَى أَن يُكَاتب السُّلْطَان ملكشاه، وَأرْسل ابْن الحتيتي يَسْتَدْعِي تتش صَاحب دمشق ابْن ألب أرسلان أَخا السُّلْطَان ملكشاه، فَسَار تتش إِلَى حلب وَمَعَهُ أرتق بن أكسك قد فَارق ملكشاه خوفًا من إِطْلَاق مُسلم بن قُرَيْش من آمد حَسْبَمَا مر، وَجَرت حَرْب بَين تتش وَابْن عَمه سُلَيْمَان بن قطلمش فَانْهَزَمَ عَسْكَر سُلَيْمَان وَثَبت سُلَيْمَان وَأخرج سكيناً قتل بهَا نَفسه، وَقيل قتل فِي المعركة.
وَكَانَ سُلَيْمَان بعث جثة مُسلم بن قُرَيْش على بغل ملفوفة فِي إِزَار إِلَى حلب ليسلموها إِلَيْهِ فِي السّنة الْمَاضِيَة، فَأرْسل تتش جثة سُلَيْمَان فِي هَذِه السّنة فِي إِزَار إِلَى حلب ليسلمها إِلَيْهِ، فَأَجَابَهُ ابْن الحتيتي بالمطاولة إِلَى أَن يرد مرسوم ملكشاه فِي أَمر حلب بِمَا يرَاهُ، فحاصر تتش حلب وملكها فَاسْتَجَارَ ابْن الحتيتي بأرتق فأجاره وَكَانَ بقلعة حلب مُنْذُ قتل مُسلم بن قُرَيْش سَالم بن مَالك بن بدران الْعقيلِيّ ابْن عَم شرف الدولة مُسلم بن قُرَيْش، فحاصر تتش القلعة سَبْعَة عشر يَوْمًا فَبَلغهُ وُصُول تقدمة أَخِيه السُّلْطَان ملكشاه.
تمّ بعونه تَعَالَى الْجُزْء الأول من تَارِيخ ابْن الوردي ويليه إِن شَاءَ الله الْجُزْء الثَّانِي وأوله: ذكر وُصُول ملكشاه إِلَى حلب