عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي اللَّهِ عَنْهُم الْمَعْرُوف بالعسكري، وَقد تقدم.
وفيهَا: توفّي الْحسن بن الصّباغ الزَّعْفَرَانِي الْفَقِيه وَهُوَ من اصحاب الشَّافِعِي البغداديين.
وفيهَا: توفّي حنين بن إِسْحَاق الطَّبِيب الْعَبَّادِيّ، نقل كتب اليونان إِلَى الْعَرَبيَّة عَالما بهَا وعرب كتاب إقليدس وَكتاب بطليموس المجسطي وأصلحهما والعبادي - بِكَسْر الْعين: نِسْبَة إِلَى عباد الْحيرَة عدَّة بطُون من قبائل شَتَّى نَصَارَى نزلُوا الْحيرَة.
ثمَّ دخلت سنة إِحْدَى سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا اسْتعْمل نصر بن أَحْمد بن أَسد بن سامان حداه بن خثمان بن طغان بن نوشزد بن بهْرَام جوبين الْمَذْكُور فِي أَخْبَار كسْرَى برويز أَخَاهُ إِسْمَاعِيل على بخارا.
(ابْتِدَاء أَمر السامانيين)
كَانَ لأسد بن سامان أَرْبَعَة بَنِينَ: نوح وَأحمد وَيحيى وإلياس وَكَانَ فِي خُرَاسَان حِين استولى عَلَيْهَا الْمَأْمُون فأكرمهم المامون اربعتهم وَقَدَّمَهُمْ واستعملهم، واستخلف لما رَجَعَ إِلَى الْعرَاق فِي خُرَاسَان غَسَّان بن عباد، فولى غَسَّان أَحْمد بن أَسد فرغانة فِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ، وَيحيى بن أَسد الشاش مَعَ أسروشنه والياس بن أَسد هراة، ونوح بن أَسد سَمَرْقَنْد، وَلما تولى طَاهِر بن الْحُسَيْن خُرَاسَان أقرهم على الْأَعْمَال، ثمَّ مَاتَ نوح ثمَّ مَاتَ الياس بهراة فاستقر على عمله ابْنه مُحَمَّد.
وَكَانَ لِأَحْمَد بن أَسد سَبْعَة بَنِينَ: نصر وَيَعْقُوب وَيحيى وَأسد وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَحميد.
ثمَّ مَاتَ أَحْمد بن أَسد واستخلف ابْنه نصرا، وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد يخْدم أَخَاهُ نصرا فولاه نصر بخارا فِي هَذِه السّنة أَعنِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ سعي بَين نصر وأخيه إِسْمَاعِيل حَتَّى فسد مَا بَينهمَا واقتتلا سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فظفر إِسْمَاعِيل بأَخيه نصر، فَلَمَّا حمل إِلَيْهِ ترجل لَهُ إِسْمَاعِيل وَقبل يَده ورده إِلَى مَوْضِعه. وَاسْتمرّ إِسْمَاعِيل ببخارا وَكَانَ خيرا يحب أهل الْعلم، فدام ملكه وَملك أَوْلَاده وطالت أيامهم وسيذكورن.
وفيهَا: عصى أهل برقة على أَحْمد بن طولون، فَجهز جَيْشًا حاصر برقة وَفتحهَا وَقبض على جمع من رؤوسائهم.
وفيهَا: توفّي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب فِي جُمَادَى الأولى، وولايته عشر سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَنصف. وَتَوَلَّى إفريقية بعده أَخُوهُ إِبْرَاهِيم فَسَار إِلَى صقلية وَفتح وجاهد فِي اللَّهِ حق جهاده، وَتُوفِّي بالذرب لَيْلَة السبت لإحدى عشرَة بقيت من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بصقلية وَحمل فِي تَابُوت إِلَى إفريقية وَدفن بالقيروان، وَكَانَت ولَايَته خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ لَهُ فظنة عَظِيمَة وَتصدق بِكُل مَاله.