النحو من إطارها المحلي لتقريبها إلى الفكر الأوربي البعيد عن اللغة العربية ما هو إلا تحقيق لجزء من رسالته الحقيقية. لأن القرآن يقصد الإنسان حيث يكون وإلى أي جنس ينتمي. وذلك حين يوجه نداءه إلى العقل والذوق السليم والشعور الإنساني النبيل، إنها دعوة عالمية تهدف إلى تطهير العادات وتوضيح العقائد والتقريب بينها وإسقاط الحواجز العنصرية والوطنية وإحلال قانون الحق والعدل محل قانون القوة الغاشمة.
وفضلا عن الإسهام في المجهود الفلسفي العالمي، نرى مدى العون الذي يمكن أن تقدمه دراسة مثل هذه المبادئ السامية، في زحمة هذا التسابق الضاري من أجل السيطرة ومن أجل القوة المدمرة التى تفسد عصرنا الحاضر.