(٢) اقرأ أقوال عائشة وأمهات المؤمنين عن استخدامه لوقته بالليل، يقلن إنه كان يهجر النوم كل ليلة ليستغرق في صلواته الطويلة، أحيانا يقوم حتى تتورم قدماه (البخاري كتاب التهجد، الباب السادس)، أو ساجدا حتى يظنّ أنه قبض (البيهقي ورد في أنوار النبهاني ص ٥٢٢) وأحيانا كان يذهب إلى المقابر ليصلى على أرواح الموتى (مسلم كتاب الجنائز الباب ٣٥). كل هذا يثبت أن تقوى الرسول صلّى الله عليه وسلم وورعه واستقامته كانت تزيد وتقوى في المدينة بدلا من أن تنقص. وكان من فضل الله أن أحاطت بالرسول صلّى الله عليه وسلم هذه النفوس الورعة التقية، لكي تنقل إلينا جانبا عظيما من سنته، وبصفة خاصة ما يتعلق بتعليم النساء، نصف البشرية، فضلا عن استكمال الدليل على صدقه بشهادتهن عن اخلاقه الحقيقية العميقة في حياته الخاصة، حيث تنهار وتتساقط كل أقنعة النفاق المصطنعة.