فيه «أبو سفيان» بالرد على أسئلة محبوكة وجهها إليه الإمبراطور «هرقل» وكان أبو سفيان في ذلك الوقت، من أشد أعداء محمد صلّى الله عليه وسلم ضراوة وحنقا. وقد وصى المؤلف على نقل هذا الحوار بأكمله لأنه يوضح كثيرا من المسائل التي تناولها البحث.
وفي الفصل الثاني: عرض المؤلف الظروف التي نزل فيها القرآن الكريم والظروف التي جمع فيها، ثم انتقل من خلالها حتى وصل إلينا. ويتضح من هذا البحث أن النص القرآني الذي بين أيدينا اليوم لا يرجع إلى الخليفة الثالث، عثمان بن عفان، كما يقال، ولا إلى الخليفة الأول أبي بكر، وإنما هو مطابق مطابقة حرفية للنص المكتوب بإملاء الرسول صلّى الله عليه وسلم والذي حفظ بعناية وتقديس في صدور الصحابة وقرائهم.
وبعد أن حفظ النّص القرآني على هذا النّحو، بعيدا عن أي خلط أو شكوك إنتقل كما هو معلوم من جيل إلى جيل بأمانة وتقديس حتى وصل إلينا والدليل الذي يقطع بصحته يكمن في أنه رغم الخلاف الذي نزع بين المسلمين منكرا بسبب تباعد آرائهم السياسية، فقد ظل القرآن واحدا في العالم الإسلامي كلّه حتى بالنسبة للفرق الإسلامية الحانقة على الخلفاء الثلاثة الأول.
أما الفصل الثالث: فيفند الخطأ الشائع الذي يزعم أن الإسلام يبيح نشر الدعوة بالقوة، واستطاع المؤلف أن يثبت ما يخالف ذلك، ويؤكد أن حرية العقيدة والدين هي من المباديء التي أرساها وعزّزها القرآن الكريم بصراحة ووضوح. فإنه لا يكره الضمائر، وإنما يتصّدى لكل من يحاول قهرها وإجبارها، فالحرب الشرعية المقدسة في نظر القرآن هي الحرب الدفاعية وإذا كانت هناك مخالفات لهذه القاعدة قد وقعت عبر التاريخ، فإنها، في الواقع لا تستند إلى حرفية النّص القرآني ولا إلى روحه فضلا عن أنها لم تكن السبب الرئيسي لانتشار الإسلام.
*** وتقودنا خاتمة القسم الأول التاريخي، إلى القسم الثاني التحليلى حيث يحاول