في مناقشته لنقاط البحث المختلفة بالرجوع إلى نصوص القرآن، أو إلى ما أثر عن السلف الصالح وعلماء الفقه، بل وأنه كان - وفقا لطريقته في التعمق - يجهد عقله لكي يتصور ما قد يمكن أن يواجه من اعتراضات على ما يقدمه من حقائق، ويقلب كل مسألة من المسائل على وجوهها المختلفة، المحتملة منها وغير المحتملة، ويورد ما جاء بشأنها في كتب المستشرقين والفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم يرد عليهم بحجج عقلية من نوع حججهم فيكون في ذلك أبلغ الرد عليهم، وخير وسيلة لهدم دعاواهم.
ولا يسعنا في ختام هذا التقديم إلا أن ننوه بالجهد الذي بذله المترجم الأستاذ محمد عبد العظيم، الذي وضع ثقافته الدينية وإيمانه العميق إلى جانب تمكنه من اللغة الفرنسية، وجعل كل هذه العناصر في خدمة النص الفرنسي فجاءت ترجمته موفقه غاية التوفيق. كما أن حرصه على خدمه النص اقتضى منه إثبات الآيات القرآنية في مواضعها من الهوامش بالرغم من كثرتها، ولم ترد هذه الآيات في النص الأصلي إلا بأرقامها ومواضعها من السّور. كما أنه قام بتوثيق النصوص الأخرى التي وردت في الرسالة وذلك بالرجوع إلى مصادرها العربية في كتب الفقه والحديث.
أما مراجعتنا للترجمة فقد كان هدفها الرئيسي أن يخرج الكتاب في صورة أكثر ما تكون مطابقة لفكر أستاذنا وأسلوبه وطريقته في التعبير. وقد كان رحمه الله - حريصا على هذا المعنى - يريد أن يقوم بهذه الترجمة بنفسه، أو يعهد بها إلى أقرب الناس إلى فكره.
فلعلنا بهذا العمل نكون قد قمنا بواجب الوفاء نحوه، ووفينا ببعض ما كان يهدف إليه من نشر العلم وخدمة الدين الحنيف.