٣ - حالة الأمية. إذ أن محمدا صلّى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ أو يكتب.
٤ - وكانت اللغة الأجنبية للأديان السابقة أمام النبي صلّى الله عليه وسلم حائلا طبيعيا يمنعه من الوصول إلى هذه المصادر، وأن يفهمها من نصوصها الشفهية.
٥ - ومع ذلك: شهد العلماء المتخصصون في الكتب المنزلة السابقة بصدق ما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلم عن كتبهم.
٦ - أما بالنسبة لقومه الذين عاش بينهم عددا من السنين يعادل عمرا فقد أدركوا أنه صلّى الله عليه وسلم لم يكن ليأتي بهذا الكتاب من عنده.
٧ - قوة أخلاقه صلّى الله عليه وسلم، وصدق إيمانه، وشعوره المرهف بمسؤوليته يوم القيامة، كلها حقائق لا تتفق مع إمكانية أن يخترع شيئا وينسبه إلى الله.
٨ - وإذا نظرنا للقرآن في حد ذاته، وافترضنا أنه كان من نتاج بشري وأخذنا في اعتبارنا ضخامة محتواه وطول مدة نزوله، فقد كان من المحتم أن يتضمن بعض التصريحات المتناقضة، أو المتعارضة مع بعض الوقائع السابقة أو اللاحقة له.
٩ - ولكن الحقائق التي يقدمها القرآن - حسب تعبيره - لا يمكن الطعن فيها من بين يديها ولا من خلفها، أي لا في الماضي ولا في المستقبل.
١٠ - وأخيرا فليس من المستحيل أن يصدر القرآن عن قلب رجل، أو عن قلب رجال، وإنما إذا اجتمع عالم المنظور وعالم غير المنظور، وتضافرت جهودهم لإتيان شيء مثله، فلن يتمكنوا من ذلك أبدا. هذا التحدي الإلهي لم يهدمه أحد في الماضي، ولن يهدمه أحد في المستقبل. فلسنا نحن الذين نعلنه وإنما هو القرآن الذي يتولى الدفاع عن نفسه بنفسه.